يسير مندفعا في ذات الطريق. والغرور يملي له ويخدعه عن رؤية المصير المطروق. وهذا الخط الطويل من مصارع القرون معروض على الانظار
واذا كان الهالكون الذاهبون الى خلفائهم المتأخرين. فانهم ليسوا بمتروكين. ولا مفلتين من حساب الله بعد حين. (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ). (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ. وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ. وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ).
انهم يكذبون الرسل. ولا يتدبرون مصارع المكذبين. ولا يدركون دلالة كونهم يذهبون. ولا يرجعون. والرسل انما يدعونهم الى الله وكل ما في الوجود حولهم يحدثهم عن الله. ويدل عليه ويشهد بوجوده وهذه هي الارض القريبة منهم. يرونها ميتة لا حياة فيها. ثم يرونها حية تنبت الحب. وتزدان بالجنات من نخيل واعناب. وتنفجر فيها العيون فتجري بالحياة.
والحياة معجزة لا تملك يد البشر ان تجريها. انما هي يد الله التي تجري المعجزات. وتبث روح الحياة في الموات. وان رؤية الروع النامي والثمر اليانع لتفتح العين والقلب على يد الله المبدعة. وهي تشق التربة عن النبتة وتزين الغصن بالورق والثمار (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ)
(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).
وهذه التسبيحة تنطلق في اوانها وفي موضعها وترسم معها حقيقة ضخمة من حقائق هذا الوجود. حقيقة وحدة الخالق. وحدة القاعدة والتكوين. فقد خلق الله الاحياء. ازواجا النبات فيها كالانسان. ومثل ذلك غيرها (وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) وان هذه الوحدة لتشي بوحدة اليد المبدعة