أن تكون نقطا سابحة في ذلك الفضاء المرهوب. وان الانسان ليتضاءل وهو ينظر الى هذه الملايين التي لا تحصى من النجوم الدوارة. والكواكب السيارة. متناثرة في ذلك الفضاء الفسيح. فسبحان من صنع ودبر ونظم وأحكم.
(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠))
البيان : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) قد يكون المراد من الفلك المشحون هي الارض التي يعيش عليها الانسان وهي تدور في هذا الكون. وقد يكون المراد من الفلك المشحون (سفينة نوح (ع) التي لم يبق في الكون من الاحياء الا من كان فيها وقيل انهم ذرية نوح فقط ولذا يقال عن نبي الله نوح (ع) انه آدم الثاني وابو البشر بعد أدم (ع) لانحصار النسل البشري بمن بقي من ذريته وتكاثر هذا العالم منهم دون سواهم. أو لأنقراض ذرية غير ابناء نوح بعد الطوفان ولانحصار التولد الباقي في ذريته وعلى كل احتمال فلا منافات في البيان
(وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ) والسفينة في الخضم كالريشة في مهب الريح. لو لا عناية الخالق العظيم لها لما استقرت على وجه الماء ونجا اصحابها في سلامة وامان.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ان تلك الآيات بذاتها لتبعث في القلب التطلع والتدبر والحساسية والتقوى