ان يونس ضاق صدره. بتكذيب قومه له فانذرهم بعذاب قريب. وغادرهم مغضبا. فقاده الغضب الى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة. وفي وسط البحر هاجت الرياح وكان ايذانا عند القوم بان من الركاب راكبا مغضبا عليه لانه أرتكب خطيئة. وانه لابد ان يلقى في الماء والا تغرق السفينة بكاملها. وكان معروفا عندهم القرعة. فساهموا فاصاب يونس فالقوة في البحر. فالتقمه الحوت. وجعل يذكر الله ويسبحه في بطن الحوت (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ).
وكان هذا من تدبير الله تعالى ليكون لغيره عبرة ويعرفوا ان الله قادر ان يحفظ من يريد حفظه اينما كان ولو في البحر في بطن الحوت. فلما استكمل عاقبته رده الله الى قومه. فآمنوا به واستغفروا وطلبوا العفو من الله فرفع عنهم العذاب ورد اليهم نبيهم ورضي عليهم وقبل توبتهم (وكانوا مائة ألف او يزيدون) وكل من اخلص توبته لله تعالى ادركته النجاة بدون تأخير.
(فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢))
البيان : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) أاذا كان الاناث كما يدعون. فاسألهم عن هذا الزعم المتهافت. وهل هم شهدوا خلقهم فعرفوا جنس الملائكة (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً) (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ)