ـ ٣٠ ـ سورة الروم عدد آياتها (٥٩) تسع وخمسون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧))
البيان : بدأت السورة بالاحرف المقطعة (ألف. لام. ميم) التي اخترنا في تفسيرها انها للتنبيه. الى ان هذا القرآن ـ ومنه هذه السورة ـ مصوغ من مثل هذه الاحرف. التي يعرفها جميع العرب. وهو مع هذا اعجاز وتحدي لهم. وهم لا يملكون صياغة مثله والاحرف بين أيديهم. وهم أرباب الكلام.
ثم جاءت النبوءة الصادقة الخاصة بغلبة الروم في بضع سنين ، وقد كانت الفرس قد غلبت الروم ودحرتهم دحرة لم يبق أمل في مخلوق انهم يقوم لهم قائمة بعد هذا الاندحار الهائل.
ولكن الله الخبير قد أخبر في قرآنه المجيد أن الروم ستنتصر على الفرس ـ بعد بضع سنين ـ وترجع كلما أخذ منها. وذلك الوقت الذي قد عين للانتصار لا يصل لعشر سنين بل دون ذلك يقينا.
وقد حقق الله عزوجل ذلك وانتصر الروم على الفرس وارجعوا كلما أخذ منهم بالعيان. فلو كان المشركون والنصارى يريدون اتباع الحق ويتنازلون عن ضلالهم وباطلهم لكان ذلك اكبر دليل وبرهان لهم. ولكن المسألة مسألة مصالح واتباع أهواء من بعد ما تبين لهم الحق المبين.
ومما يروى أنه لما مضى سبع سنين ولم ينتصر الروم على الفرس. فرح المشركون وقالوا لقد كذب محمد بما قال ووعد. فأرسل اليهم انتظروا سنتين فانه يتحقق كل ما قلت وما وعدني ربي. وبالفعل فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على