عين الله ترعاه. وتقود خطاياه. وتوقيه خطر الطريق. وتعلمه كيف يتوقاه.
(وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ ..) وبيان هذه الفتنة ان داود (ع) كان يخصص بعض وقته للتصرف في شؤون الملك والقضاء بين الناس. وبعض آخر من وقته للعبادة. وكان اذا دخل المحراب لعبادة ربه عزوجل لم يدخل عليه احد حتى يخرج هو الى الناس.
وفي ذات يوم فوجىء بشخصين يتسوران المحراب المغلق عليه. ففزع منهما فما يتسور المحراب هكذا مؤمن مأمون. فبادر يطمئنانه (قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ ..) وجئنا للتقاضي امامك (فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ) وبدء أحدهما فعرض خصومته.
(هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ..) والقضية كما عرضها احد الخصمين تحمل ظلما صارخا مثيرا لا يحتمل التأويل. ومن ثم اندفع داود يقضي على اثر سماعه لهذه المظلمة ووجه الى الخصم الآخر حديثا (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) ويبدو انه عند هذه المرحلة اختفى عنه الرجلان فقد كانا ملكين ارادا امتحانه. عندئذ تنبه داود (ع) الى انه ابتلاء (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ) وهنا ادركته طبيعته انه اواب (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) (فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى ..)
(يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (٢٦) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩))
البيان : فهي الخلافة في الارض. والحكم بين الناس بالحق. ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. واتباع الهوى هو السير مع