يشار فيها الى رسالة يوسف (ع) للقوم في مصر. والرجل المؤمن يشتد هنا وهو يشير الى هذا الارتياب (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ) (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ ...) والتعبير على لسان الرجل المؤمن يكاد يكون طبق الاصل.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (٣٧) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (٣٨) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (٣٩) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (٤٠))
البيان : (يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً) هكذا يموه فرعون الطاغية ويحاور كي لا يواجه الحق ولا يعترف بدعوة الوحدانية التي تهزّ عرشه وتهدد الاساطير التي قام عليها ملكه.
(وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) انها الحقائق التي تقررت من قبل في صدر السورة يعود الرجل فيقررها في مواجهة الحوادث وقد كان فرعون وملئه منذ لحظات يقول (وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) فهو التحدي الصريح الواضح بكلمة الحق لا يخشى فيها سلطان فرعون وملئه المتآمرين معه كهامان وقارون وزيري فرعون ويكشف لهم عن حقيقة الحياة الدنيا. (انما هذه الحياة متاع الدنيا) متاع زائل لا ثبات له.
(وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) فهي الاصل واليها النظر والاعتبار.
(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) فقد اقتضى فضل الله أن تضاعف الحسنات ولا تضاعف السيئات. رحمة من الله بعباده. ويستنكر الرجل المؤمن ان يدعوهم الى النجاة وهم يدعونه الى النار