وهذه آية كذلك تجمع بين ظواهر كونية. وما يتعلق بها من أحوال البشرية. وتربط بين هذه وتلك وتنسق بينهما في صلب هذا الوجود الكبير. (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) والنوم سكون. والسعي حركة. (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً).
وظاهرة البرق ظاهرة ناشئة من النظام الكوني. ويعللها بعضهم بانها تنشأ من انطلاق شرارة كهربائية بين سحابتين. (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
فهنا للعقل مجال للتدبر والتفكر. ومن يرى هذا التقدير في نظام الكون. لا يشك في تلبية البشر الضعاف لدعوة خالقهم العظيم. (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ).
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (٢٦) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٩) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٠))
البيان : لقد نرى أن الكثيرين من الناس لا يقنتون لله تعالى. ولكن هذا التقدير انما يعني خضوع كل من في السموات والارض. لارادة الله تعالى ومشيئته التي تصرفهم وفق ارادته المرسومة التي لا تتخلف ولا تحيد. فهم محكومون بهذه السنة. ولو كانوا عصاة كافرين.
ولكنهم مع هذا يتصرف فيهم خالقهم وفق ما يريد. وهم لا يملكون