الا الخضوع والقنوت. (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى) وليس شيء أهون على الله ولا أصعب وانما هي للايضاح.
وانما يخاطب الناس بحسب مداركهم. ففي تقدير الناس انه بدء الخلق ثم يعيده قد يصعب فهو سبحانه ينفرد في السموات والارض بصفاته لا يشاركه فيها أحد. ليس كمثله شيء ..
(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) العزيز القاهر الذي يفعل ما يريد. الحكيم الذي يدير الخلق باحكام وتقدير. (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ. هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ).
ضرب هذا المثل لمن كانوا يتخذون من دون الله شركاء خلقا من خلقه. وهم يأنفون ان يجعلوا لانفسهم من عبيدهم شركاء في مالهم ومالهم ليس من خلقهم انما هو من رزق الله تعالى وهذا تناقض عجيب في التصور والتقدير. فهذا مثل من أنفسكم ليس بعيدا عنكم. وهم لا يرضون أن يشاركهم ما ملكت ايمانهم فيما رزقناهم. (تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) أي تحسبون حسابهم معكم كما تحسبون الشركاء الاحرار. وتخشون أن يجوروا عليكم. هل يقع شيء من هذا في محيطكم القريب. وشأنكم الخاص. فكيف ترضونه في حق الله وله المثل الاعلى. وهو مثل واضح بسيط حاسم ـ عند أدنى التفات وانصاف ـ فلا مجال للجدال فيه.
(كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وعند هذا الحد من عرض تناقضهم في دعوى الشرك يكشف عن العلة الاصلية في هذا التناقض المريب. انه الهوى الذي لا يستند على عقل او تفكير (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ. فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ. وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ). والهوى لا ضابط له ولا مقياس. انما هو شهوة النفس