من الله تعالى والنوع الاخر (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ).
وهي صورة حسية عنيفة من العذاب. تناسب جو صورة القتال. وتناسب مع غلظ طبيعة القوم. وهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام فالجو متاع غليظ. وأكل غليظ. والجزاء ماء حميم ساخن وتقطيع للامعاء. التي كانت تلهيهم كالانعام.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١٧) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (١٩) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠))
البيان : لفظ (منهم) تحتمل ان تكون اشارة للذين كفروا الذين كان يدور الحديث عنهم في الجولة السابقة في السورة. باعتبار ان المنافقين في الحقيقة فرقة من الكفار. مستورة الظاهر. والله يتحدث عنها بحقيقتها في هذه الاية وظاهرهم الايمان.
كما تحتمل ان تكون اشارة للمسلمين باعتبار ان المنافقين مندمجون فيهم متظاهرون بالاسلام معهم. وقد كانوا يعاملون معاملة المسلمين بحسب ظاهرهم كما هو منهج الاسلام في معاملة الناس. ولكنهم في كلتا الحالتين هم المنافقون ـ واولهم من صاروا خلفائهم ـ كما تدل عليهم صفتهم في الآية وفعلهم. كما يدل ظاهر السورة فيها عن المنافقين.
وسؤالهم ذاك بعد استماعهم للرسول ص وآله. يدل على انهم كانوا