لانه في رعاية الله حيثما كان. انها التربية باليقظة الدائمة والحساسية المرهقة والحذر والانتظار.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ) يتطلع الذين آمنوا الى تنزيل سورة جديدة. (فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ) المحكمة هي التي يكون معناها على ظاهرها. بدون خلاف. (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) وهو تعبير لا يمكن محاكاته. ولا ترجمته الى أي عبارة اخرى. وهو يرسم الخوف الى حد الهلع. والضعف الى حد الرعشة والتخاذل الى حد الغشية. وبينما هم في هذا التخاذل والتهافت والانهيار تمتد اليهم يد الايمان بالزاد الذي يقوي العزائم. ويشد القوائم.
(طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (٢٥))
البيان : نعم أولى لهم من هذه الفضيحة. ومن هذا النفاق (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) طاعة تستسلم لأمر الله عن طمأنينة. وقول معروف يستقيم له القلب ويطهر الضمير وهذا هو الزاد الذي يقدمه الايمان. فيقوي العزائم ويشد القوائم ويذهب الفزع (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) هذا التعبير يفيد ما هو متوقع من حال المخاطبين ويلوح لهم بالنذر والتحذير. احذروا فانكم منتهون الى ان تعودوا الى الجاهلية التي كنتم فيها (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) اولئك الذين يظلون في مرضهم ونفاقهم حتى يتولوا عن هذا الامر الذي دخلوا فيه بظاهرهم ولم يصدقوا الله فيه ولم يستيقنوا (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) (فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) وهم