فهؤلاء لا يعلمون قد رانت الجرائم على قلوبهم فاعمتها (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ. وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ).
انه الصبر ـ فهو مفتاح الفرج ـ وهو وسيلة المؤمنين عند النكبات وعند تكذيب الاعداء لهم في طريقهم الطويل. الشائك الذي قد يبدو أحيانا بلا نهاية. ولكن الثقة بوعد الله الحق. هي السلاح الوحيد لاستمرار الكفاح. والثبات على الخط المستقيم مهما تراكمت الاهوال. كل ذلك يقوي نفوسهم ويجعلهم ثابتين بدون قلق ولا اضطراب. ولا حقد قد ألزموا أنفسهم باتباعه بدون أدنى انحراف على الرغم من اضطراب الاخرين. ومن تكذيبهم للحق المبين. وشكهم بوعد الله الصادق (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) والله من وراء القصد.
* * *
ـ ٣١ ـ سورة لقمان عدد آياتها (٣٣) ثلاث وثلاثون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠))