(وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها. وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً) بتمامه (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ).
(وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ. فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ).
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).
* * *
ـ ٥٧ ـ سورة الحديد آياتها (٢٩) تسع وعشرون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٦))
البيان : (سَبَّحَ لِلَّهِ) هكذا ينطلق النص القرآني المجيد في مفتتح السورة. فيتناول القلوب الحية. فيهزها هزا ويأخذها اخذا. وهو يجول بها في الوجود كله. فلا تجد الا الواحد القهار. مقلب القلوب والابصار. ولا ترى الا الله وحده لا شريك له. فلا تحسّ بغيره. ولا تعلم لها مهربا ـ عند كل نائبة ـ الا اليه. ولا تجد لها موردا لنيل ما تحتاج اليه الا منه. وعند ذلك تتجاوب القلوب الحية في أرجاء هذا الوجود كله بالتسبيح لله وحده ويترنم كل شيء في السموات والارض بذكر خالقه فيسمعه كل قلب مفتوح غير محجوب بأحجبة الفناء. ولا حاجة