البيان : (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ ..) هذا هو طريق العقيدة المرسوم. وهذا هو طريق السعادة المنشودة. ثقة وخشية. واذعان وتسليم. ثم انتقال الى دعوة الناس واصلاح حالهم. وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. والتزود قبل ذلك كله للمعركة مع الشر. ثم الصبر على ما يصيب الداعي الى الله تعالى. من المنحرفين وعبدة الهوى (إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وعزم الامور وقطع الطريق على الشك من أن يدنو اليك فيما تيقنت صحته وصوابه. لأن الشك لا سبيل له على تزلزل اليقين بالصواب. (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ..) والصعر داء يصيب الابل فيلوي اعناقها. والاسلوب القرآني يختار هذا التعبير للتنفير. وامالة الخد للناس في حال السؤال واظهار الحاجة والفاقة للناس. والمنهى في المشي مرحا هو التكبر والتجبر. وهي حركة يمقتها الله (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) والقصد هنا عدم التبختر والاختيال (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ..) والغض من الصوت هو أدب وطمأنينة. وعدم الشدة والغلظة. (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً).
وهذه اللفتة المكررة في القرآن بشتى الاساليب. تبدو جديدة في كل مرة. لأن هذا الكون. لا يزال يتجدد في الحس كلما نظر اليه القلب. وتدبر اسراره. وتأمل عجائبه. التي لا تنفد. ولا يبلغ الانسان في عمره المحدود ان يتقصاها. وهي تبدو في كل نظرة بلون جديد. وايقاع جديد.
وقد سخر الله تعالى لهذا المخلوق الانساني ما في السموات فجعل في مقدوره. الانتفاع بشعاع الشمس والقمر. والنجوم والمطر.