والذين أحسوا شيئا من مسّ القرآن في كيانهم يتذوقون هذه الحقيقة تذوقا لا يستطيع ان يعبر عنه الا هذا النص القرآني المشعّ بالنور الرباني.
(وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وهي خليفة بان توقظ القلوب الحية.
(هُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) انها تسبيحة مديدة بهذه الصفات المجيدة. ذات ثلاث مقاطع.
(هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) وهو اسم يشع بالقداسة المطلقة. والطهارة المطلقة. والقدرة المطلقة. والغنى المطلق والعناية المطلقة بكل من عرفه وأخلص في طاعته. ومن المستحيل ان يوجد عاقل مختار قد عرف الله ثم لا يخلص في طاعته وقضائه.
(يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وهو مشهد يتوقعه قلب من عرفه وأخلص في طاعته. فقذف فيه النور والحكمة فأصبح يرى ما لا يرى سواه وذلك الفوز العظيم.
* * *
ـ ٦٠ ـ سورة الممتحنة آياتها (١٣) ثلاث عشرة آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (٢) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣) قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ