الذين كانوا يواجهون عقيدة التوحيد بالشرك لم يكونوا يستطيعون ان يزيفوا منطق فطرتهم (لَيَقُولُنَّ اللهُ) هو الخالق دون سواه.
(لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٦) وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٧) ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠))
البيان : انه مشهد منتزع من معلومات البشر ومشاهداتهم المحدودة ليقرّب الى تصورهم معنى تجدد المشيئة الذي ليس له حدود. والذي لا يكاد تصورهم البشري يدركه بغير هذا التجسيم. ان البشر يكتبون علمهم. ويسجلون قولهم. ويمضون اوامرهم من طريق كتابتها باقلام ـ كانت تتخذ من الغاب ومدادهم الحبر. وجميع ما في السموات من بحر لو تحول مدادا. بل معه سبعة ابحر كذلك لنفدت الاقلام والمداد والبحار. وكلمات الله باقية لم تنفد. ولا تأتي لها نهاية. ويستحيل ان يواجه المحدود غير المحدود. وكلمات الله غير محدودة حتى تحصى (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ ..)
والارادة التي تخلق بمجرد توجه المشيئة الى الخلق. يستوي عندها الواحد والكثير الكثير. (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ومع القدر العلم والخبرة والحكمة والعدالة. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ..) ومشهد دخول الليل في النهار. ودخول النهار في الليل وتناقضهما وامتدادهما عند اختلاف الفصول .. مشهد عجيب حقا. ولكن طول الالفة يفقد الانتباه لذلك الامر العجيب. ولا يحتاج ادراك هذه الحقيقة اكثر من رؤية تلك الدورة الدائبة التي لا تكل ولا