الايمان. فاذا استقر الايمان ورسخ. فالعزة معه مستقرة راسخة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) الأموال والأولاد ملهاة. ومشغلة اذا لم يستيقظ القلب ويدرك غاية وجوده (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) فيترك كل شيء وراءه لغيره. انها اللمسات المنوعة. في مكان المناسب لتذكير الانسان دائما ولا يغفل عن ذكر الله تعالى. وهو مصدر الامان. وهكذا يربي الله المسلمين بهذا القرآن المجيد.
* * *
ـ ٦٤ ـ سورة التغابن آياتها (١٨) ثماني عشرة آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥))
البيان : فكل ما في السموات والارض لله عزوجل وهو متوجه اليه بالتسبيح والتحميد وقلب هذا الوجود مؤمن بخالقه العظيم. والله مالك لكل شيء والله محمود بذاته. فاذا وقف الانسان وحده في خضم هذا الوجود الكبير كافر القلب جامد الروح. لا يؤمن بالله ولا يمجده فانه يكون شاذا بارزا بالشذوذ. ويكون منبوذا في موقفه. (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ. فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) فعن ارادة الله وعن قدرته صدر هذا الانسان. وأودع فيه امكان الاتجاه الى الكفر او الى الايمان. وترك له الخيار والاختيار في أيهما شاء. وقد ميز الله تعالى هذا الانسان بهذه