(رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً (١١) اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (١٢))
البيان : هنا لفتة مبدعة عميقة صادقة ذات دلائل منوعة. وهي أن هذا الذكر. الذي جاء من عند الله تعالى. وصل اليهم من خلال شخصية الرسول الصادق. حتى كأن الذكر نفذ اليهم مباشرة بذاته. لم تحجب شخصية الرسول ص وآله شيئا من حقيقته.
والوجه الثاني لايحاء النص هو أن شخصية الرسول ص وآله قد استحالت ذكرا. فهي صورة مجسمة لهذا الذكر. صنعت به فصارت هو. وهو ترجمة حية لحقيقة القرآن. وكذلك كان رسول الله ص وآله. وهكذا وصفه الواصفون. (كان خلقه القرآن). (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) وهو الرزاق في الدنيا والاخرة. وهكذا يلمس نقطة الرزق. (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) السموات السبع لا علم لنا بحقيقة مدلولها وأبعادها. وكذلك الاراضي السبع. فعلينا التسليم بصحة كلما ورد في القرآن المجيد.
* * *