بحكمها على الخلائق فيكون فيها الحق المبين.
فهو يبدأ فيلقيها كلمة مفردة. لا خبر لها في ظاهر اللفظ : (الحاقة) ثم يتبعها باستفهام حافل بالاستعظام (ما الحاقة) ثم يزيد هذا الاستعظام (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ).
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) وهذا اسم جديد للحاقة. انها فوق انها تحق فهي تقرع. والقرع ضرب الشيء الصلب. والنقر عليه. بشيء مثله. والقارعة تقرع القلوب المنحرفة. عن خط الله المستقيم. والقلوب الغافلة عن خالقها العظيم. فيا للهول والرعب. فانها تقرع فتدمر كلما أصابته ونزلت عليه. وهذا هو جرسها يقرع ويقرقع. ويقرع.
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) كانت ثمود تسكن شمالي الحجاز والشام.
(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) وهي الشديدة الباردة. واللفظ ذاته في صرصرة.
(سَخَّرَها عَلَيْهِمْ) الحسوم القاطعة المستمرة. (سبع ليال. (فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى) مصروعين مجذلين متناثرين (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) وهي الاصول والجذوع المقطعة. (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) ذلك شأن عاد وثمود. وهو شأن كل متكبر جبار. (وَجاءَ فِرْعَوْنُ) وفرعون كان في مصر ـ وهو فرعون موسى ـ ومن قبله لا يذكر عنهم تفصيل والمؤتفكات هي قرى لوط المدمرة. فانهم جاؤا (بالخاطئة) اي بالخطيئة وما اكثر الخاطئين في كل زمان ومكان. واكثرهم في القرن العشرين قرن الاباحية الفاجرة.
(إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (١٢) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧)