يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤))
البيان : أن مشهد طغيان الماء. ومشهد الجارية على وجه الماء الطاغي. كلاهما مشهد هائل يتناسق مع مشاهد السورة وبيانها. وجرس الجارية وواعية يتمشى كذلك مع القارعة (لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) انها لمسة هائلة تلمس القلوب الجامدة. فتدب فيها الحياة وتلمس الاذن الواعية. فترتجف منها البصائر والقلوب الحية.
فعن النبي ص وآله : أنه لما نزلت هذه الآية قال ص وآله : (اللهم اجعلها أذن علي بن ابي طالب) (ع).
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) نحن نؤمن بكل ما ورد في هذا القرآن المجيد. بعد ان ثبت لدينا بالقطع واليقين انه كلام الخالق العظيم فلا (يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) سواء ادركنا ما يخبرنا عنه كله او بعضه فالتسليم بعد القطع بصحة الصدور. أو لم ندركه. سواء حضر لدينا او غاب عنا شيئا. فنحن نؤمن بان هناك نفخة في الصور ـ وهو البوق ـ وان كنا لا نعرف عنه شيئا. (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا) ومشهد حمل الأرض والجبال ونقضها ودكها مشهد مروع (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) والواقعة. كالحاقة والقارعة ولا يقتصر الهول على ذلك (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) ونحن لا ندري على وجه التحقيق ما السماء وما الانشقاق لها. وعلينا ان ندع الامر في بيان ذلك لمن عرف حقيقة السماء وحقيقة كيفية انشقاقها.
(والملك على ارجاءها) والملائكة على اطرافها. وهذا ايضا كله من الامور الخفية عن ادراك البشر لها. (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.