(حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) الموت الذي به يكشف غطاء التمويه والاغراء والتضليل. وبه ينقطع الامل من المفرطين والمكذبين والمسوفين الذين كانوا يسوفون التوبة.
(فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) فقد قضى الامر وحق القول وانقطعت العلاقات وليس هناك من يشفع او ينفع (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) ومشهد حمر الوحش وهي هاربة خوفا من اقتناص الاسد لها. فهو مشهد يعرفه العرب. وهو مشهد مضحك حين يشبه به الآدميين الخالق العظيم.
انها ريشة المبدع ترسم لأولى الالباب هذا المشهد وتسجله في صلب الكون ليكون عظة وعبرة لمن له قلب. ينتفع بالمواعظ والعبر. ويمهد لهم طريق الرجوع الى خالقهم الكريم.
(بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) فهم يحسدون النبي وأهل بيته (ع) على ما آتاهم الله من فضله واختصهم بسفارة مملكته. والقيمومة على جميع عباده. لطهارة ذاتهم وثبات عقائدهم والصبر على اداء ما عهده الله اليهم بما تعجز عن حمله الجبال.
(كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ) انه هذا القرآن الذي يعرضون عن قطف ثماره والانتعاش بطيب عبيره.
(هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) فكل ما يقع في هذا الوجود فهو بارادته وحكيم تدبيره. فهذه هي حقيقة الاسلام التي يستحيل ان تصل البشرية الى امن او سعادة بدونها. وهذا هو المقصود ابتداء من تقرير طلاقة المشيئة الالهية. وافتقار المخلوقات اليها دائما وابدا.