وهو الذي يشعر قلبه بحقيقتها فيخشاها ويعمل لها. ويتوقعها في موعدها الموكول الى خالقها.
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) فهي تأتيهم بغتة فتبهرهم انه الموت الذي من اتاه فقد قامت قيامته وانكشف لعينيه اما الجنة او النار.
وتنطوي عنه هذه الحياة الموهومة. هذه الحياة التي يتقاتل عليها كلابها والتي يؤثرونها على كل ما سواها. ويدعون في سبيلها نعيم الآخرة وجنة فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وهم فيها وفي نعيمها خالدون سعداء آمنون.
وكلاب الدنيا من اجلها يرتكسون في الجرائم والمهالك في هذه الحياة. وفي مهاوي الجحيم يرتكسون بعد قليل وقليل جدا عند الموت الذي يأتي بغتة ويزول معه كل مكر وغرور. وتضليل وتدليس مما كان يستعمله اهل الدنيا في نيلهم للدنيا. وحصولهم عليهم وبعد لحظات يتمنون ان يكون نالها من كان يحسدهم عليها.
* * *
ـ ٨٠ ـ سورة عبس آياتها (٤٢) اثنتان واربعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ (١٦) قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (٢٣) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦))