(من ترك مالا فلورثته. ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي مولاه. ولما جعل النبي ص وآله ابا للمؤمنين ألزمه بمؤنتهم. وتربية ايتامهم ، فألزم الله نبيه للمؤمنين ما يلزم الوالد. والزم المؤمنين ما يلزم الولد لوالده من الطاعة له. فكذلك ألزم امير المؤمنين (ع) ما ألزم رسول الله ص وآله من بعد ذلك. وبعده الائمة واحدا واحدا (ع) قال والدليل على أن رسول الله وأمير المؤمنين (ع) هما والدان قوله تعالى :(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً. وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً). فالوالدان هما رسول الله وامير المؤمنين (ع). ولكن حب الدنيا واتباع الهوى دعا المنافقين للتغيير والتبديل.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ. وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ).
انه ميثاق واحد مطرد من لدن نوح (ع) الى خاتم النبيين محمد ص وآله. ميثاق واحد مطرد ومنهج واحد. وامانة واحدة. يتسلمها كل منهم حتى يسلمها لغيره حتى اتنهت الى خاتم المرسلين ص وآله.
وقد عمم النص أولا : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) ثم عاد الى اولي العزم من الرسل (ع) ثم خصص صاحب القرآن المجيد. وصاحب الدعوة العامة الى العالمين (ومنك) ثم عاد الى البقية. (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) الصادقون : هم الانبياء والاوصياء (ع) ثم الذين اتبعوهم بصدق واخلاص وثبتوا على الحق المبين. الى أن أتاهم اليقين. ونقلهم الى دار الخلود. فهؤلاء هم الصادقون الذين قالوا كلمة الصدق وصدقوا بها ظاهرا وباطنا ولم تأخذهم في الله لومة لائم. ومن سواهم كاذب لانه يعتقد بالباطل. ويقول كلمة الباطل وغدا جزاؤه.