سيقضى عليهم هذه المرة لكثرة اعدائهم وشدة قواهم نكثوا العهد وانضموا مع الاحزاب على حرب المسلمين. فلما رد الله تعالى الكافرين بغيظهم ولم ينالوا قصدهم من المسلمين. أمر الله رسوله ان لا يصلي العصر الا في بني قريضة اليهود. وقذف في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكمه وورثوا أرضهم وأموالهم.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩) يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (٣١))
البيان : لقد اختار النبي ص وآله لنفسه ولأهله معيشة الكفاف. لا عجزا عن حياة أرفه ولما فتح الله على المسلمين البلاد وكثرت الغنائم. وترفه الناس وتوسعت في معيشتها.
ومع هذا فقد كان يمضي الشهر ولا توقد في أهله نار. مع جوده بالصدقات والهبات. ولم تكن الطيبات محرمة عليه وعلى أهله. الا لانه أراد الاستعلاء عن متاع الدنيا وشهواتها.
ولكن نساءه لما أن رأين السعة والرخاء في المسلمين مما أفاء الله عليهم. راجعن النبي ص وآله في أمر النفقة. وطلبن منه التوسعة عليهن ، زيادة عما هن عليه. فلم يستقبل هذه المراجعة بالترحيب. انما استقبلها بعدم الرضى. وقد بلغ بالنبي ص وآله من مطالبة نسائه بالنفقة ان احتجب عن أصحابه. وكان احتجاجه عنهم أمرا صعبا. وجاؤوا اليه فلم يأذن لهم بالدخول.
وأنزل الله عزوجل الخيار لهن بين الفراق أو الرضى بما هن عليه. وحينئذ رضين وسكتن.