(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣)) [١٣].
تعليق على الآية
(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ)
ودلالتها على النسخ في القرآن وما فيها من
صور متصلة بالعهد النبوي في المدينة
عبارة الآية أيضا واضحة. وقد تضمنت :
(١) سؤالا إنكاريا منطويا على عتاب موجه للمسلمين على ما كان من إشفاقهم أو استثقالهم للصدقة التي فرضتها الآية السابقة لها على مناجاة النبي صلىاللهعليهوسلم ثم من عدم تنفيذهم الأمر.
(٢) وإيذانا بالتخفيف عنهم : فقد تاب الله عليهم وأعفاهم من ذلك. وعليهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله.
وقد روى المفسرون أن فرض الصدقة على المناجاة كان شديد الوقع والأثر على المسلمين فتكلموا في ذلك فأنزل الله الآية (١).
والرواية متسقة مع فحوى الآية وروحها. ومضمون الآية وأسلوبها يسند وجاهة حكمة التكليف التي ألمعنا إليها قبل فلو كان لتقليل مراجعة الناس للنبي صلىاللهعليهوسلم أو لإفساح مجال المراجعة للفقراء لما كان وجه للعتاب والعدول لأن المقصود قد حصل.
وواضح أن الآية قد نسخت حكم الآية السابقة وهو ما عليه الجمهور (٢). ولقد روي عن مقاتل أن حكم الآية السابقة استمر عشر ليال ثم نسخ ، وروي عن
__________________
(١) انظر البغوي والخازن.
(٢) انظر الطبري والبغوي والخازن وابن كثير والطبرسي والزمخشري.