بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله» (١) وفي مجمع الزوائد حديث رواه ابن ماجه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» مما فيه تلقين متسق مع التلقين القرآني في وجوب إحسان معاملة الزوجات والبرّ بهنّ ، وهناك حديث آخر مهم رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «لا يفرك مؤمن مؤمنة وإن كره منها خلفا رضي منها بآخر» (٢). وجمهور المفسرين والمؤولين على أن جملة (يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) في الآية الأولى كناية عن الزنا. وإن للزوج في حالة ثبوت ذلك على زوجته حقا في استرداد مهرها وما قد يكون أعطاها إياه من مال أو بعضه بالأسلوب الذي لا يخالف شرعا ولا عرفا. وهذا متسق مع روح الآية كما هو المتبادر.
مسألة المغالاة في المهور
ولقد روى المفسرون في سياق الآية [٢٠] أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس في خلافته فقال «ما إكثاركم في صداق النساء وقد كان الصداق في عهد النبي وأصحابه أربعمائة درهم فما دون ذلك. ولو كان في الإكثار تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها ، فلأعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم». ثم نزل ، فاعترضته امرأة من قريش فقالت يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم ، قال نعم ، فقالت أما سمعت ما أنزل الله؟ قال وأي ذلك؟ فقالت : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) فقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ، ثم رجع فركب المنبر فقال : أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب ـ وفي رواية ـ فمن طابت نفسه فليفعل» (٣). ورووا روايات أخرى من بابها جاء في إحداها أن عمر بن الخطاب قال : لا تغالوا في مهور النساء ، فقالت
__________________
(١) التاج ج ٢ ص ١٤٣ و ٢٨٨.
(٢) المصدر نفسه. وكلمة يفرك بمعنى يبغض والراجح أن المقصود بمؤمن ومؤمنة زوج وزوجة مؤمنان.
(٣) النص منقول عن ابن كثير.