وهذا ما عليه جمهور أهل السنة. أما الشيعة فهم يقرأون لام (أَرْجُلَكُمْ) بالكسر ويقولون بالمسح دون الغسل. ولا يأخذون بالأحاديث التي لا يرويها أئمتهم. وقد روى الطبرسي عن إمامهم أبي جعفر أن شخصا سأله عن المسح على الرجلين فقال له هو الذي نزل به جبريل.
٢ ـ إن نصّ الآية يفيد أن الوضوء واجب على كل مسلم كلّما قام إلى الصلاة ، وهناك رواية عن عكرمة أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان يتوضأ عند كل صلاة ويقرأ الآية. ورواية عن ابن سيرين أن الخلفاء الراشدين كانوا يتوضأون لكل صلاة. ورواية عن عبد الله بن حنظلة أن النبي صلىاللهعليهوسلم أمر بالوضوء عند كل صلاة فشقّ ذلك عليه فأمر بالسواك ورفع عنه الوضوء إلّا من حدث. ورواية عن ابن بريدة عن أبيه من طرق عديدة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان عام الفتح صلّى الصلوات بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر : إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله. قال : عمدا فعلته (١). ورواية عن عمرو بن عامر أنه سأل أنسا : أكان رسول الله يتوضأ عند كل صلاة؟ قال : نعم. قال : فأنتم؟ قال : كنا نصلّي الصلوات بوضوء واحد (٢). وروايات عديدة عن جابر بن عبد الله وابن عباس وعكرمة وأبي موسى وأبي العالية تفيد أن سنّة رسول الله وأصحابه لا توجب الوضوء إلّا بعد حدث وأنهم كانوا يصلّون بوضوء واحد أكثر من صلاة. ورواية عن أبي غطيف قال صليت مع ابن عمر الظهر فأتى مجلسا فجلست معه فلما نودي بالعصر دعا بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى الصلاة ثم رجع إلى مجلسه فلما نودي بالمغرب دعا بوضوء فتوضأ فقلت : أسنّة ما أراك تصنع؟ قال : لا وإن كان وضوئي لصلاة الصبح كاف للصلوات كلّها ما لم أحدث ولكن سمعت رسول الله يقول من
__________________
(١) هذا الحديث من مرويات مسلم والترمذي وأبي داود والنسائي أيضا (التاج ج ١ ص ٩٣).
(٢) روى البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي صيغة مقاربة لهذا الحديث (التاج ج ١ ص ١٩٣). وهي هذه «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يتوضأ عند كل صلاة قلت كيف كنتم تصنعون قال يجزي أحدنا الوضوء ما لم يحدث».