٦٠ ـ غزواته صلىاللهعليهوسلم
وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة يوم الاثنين ، حين اشتد الضحاء ، وكادت الشمس تعتدل ، لثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة. وذلك بعد أن بعثه الله عزوجل بثلاث عشرة سنة ، فأقام بها بقية شهر ربيع الأول ، وشهر ربيع الآخر ، وجماديين ، ورجبا ، وشعبان ، وشهر رمضان ، وشوالا ، وذا القعدة ، وذا الحجة ، والمحرم ، ثم خرج غازيا فى صفر ، على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمه المدينة واستعمل على المدينة سعد بن عبادة.
حتى بلغ ودان ، وهى غزوة الأبواء ، يريد قريشا. وبنى ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، فوادعته فيها بنو ضمرة ، وكان الذى وادعه منهم عليهم مخشى بن عمرو الضمرى ، وكان سيدهم فى زمانه ذلك. ثم رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية صفر ، وصدرا من شهر ربيع الأول. وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فى مقامه ذلك بالمدينة ، عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى ، فى ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد ، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز ، بأسفل ثنية المرة ، فلقى بها جمعا عظيما من قريش ، فلم يكن بينهم قتال ، إلا أن سعد بن أبى وقاص قد رمى يومئذ بسهم ، فكان أول سهم رمى به فى الإسلام.
ثم انصرف القوم عن القوم ، وللمسلمين حامية ، وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهرانى ، حليف بنى زهرة ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازنى ، حليف بنى نوفل بن عبد مناف ، وكانا مسلمين ، ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار ، وكان على القوم عكرمة بن أبى جهل.
* * *