لقومهم من أمرهم ، وشرف فى قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبه قومه. وعظم خطره فيهم.
* * *
٨ ـ حفر زمزم
ثم إن عبد المطلب بينما هو نائم فى الحجر إذ أمر بحفر زمزم ، فلما بين لعبد المطلب شأنها ، ودل على موضعها ، غدا بمعوله ، ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب ، ليس له يومئذ ولد غيره ، وقام ليحفر حيث أمر ، فقامت إليه قريش حين رأوا جده ، فقالوا : والله لا نتركك تحفر عند وثنينا هذين اللذين فنحر عندهما إساف ونائلة. فقال عبد المطلب لابنه الحارث : ذد عنى حتى أحفر ، فو الله لأمضين لما أمرت به.
فلما عرفوا أنه غير نازع خلّوا بينه بين الحفر ، وكفّوا عنه. فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدائه الطى ، فكبر وعرف أنه قد صدق.
وكانت قريش قبل حفر زمزم قد احتفرت بئارا بمكة :
حفر عبد شمس بن عبد مناف «الطوى» ، وهى البئر التى بأعلى مكة ، عند دار محمد بن يوسف الثقفى.
وحفر هاشم بن عبد مناف «بذر» ، وهى البئر التى على فم شعب أبى طالب.
وحفر أمية بن عبد شمس «الحفر» لنفسه.
وحفرت بنو أسد بن عبد العزى «سقية».
وحفرت بنو عبد الدار «أم أحراد».