الله ، بل تتركي فى ملكك ، فهو أخف علىّ وعليك ، فتركها. وقد كانت حين سباها قد تعصت بالإسلام ، وأبت إلا اليهودية ، فعزلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ووجد فى نفسه لذلك من أمرها. فبينما هو مع أصحابه ، إذ سمع وقع نعلين خلفه ، فقال : إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرنى بإسلام ريحانة ، فجاءه فقال : يا رسول الله ، قد أسلمت ريحانة ، فسره ذلك من أمرها.
ولما انصرف أهل الخندق عن الخندق ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ، لو كنتم تغزونهم. فلم تغزهم قريش بعد ذلك ، وكان هو الذى يغزوها حتى فتح الله عليه مكة.
ولما انقضى شأن الخندق ، وأمر بنى قريظة ، وكان سلام بن أبى الحقيق ، وهو أبو رافع. فيمن حزّب الأحزاب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانت الأوس قبل أحد قتلت كعب بن الأشرف ، فى عداوته لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتحريضه عليه ، استأذنت الخروج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى قتل سلام بن أبى الحقيق ، وهو بخيبر ، فأذن لهم.
٧٦ ـ غزوة بنى لحيان
ثم أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفرا وشهرى ربيع ، وخرج فى جمادى الأولى ، على رأس ستة أشهر من فتح قريظة ، إلى بنى لحيان ، يطلب بأصحاب الرجيع : خبيب بن عدى وأصحابه ، وأظهر أنه يريد الشام ، ليصيب من القوم غرة. فخرج من المدينة صلىاللهعليهوسلم ، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، فسلك على غراب ، جبل بناحية المدينة ، على طريقه إلى الشام ، ثم استقام به الطريق ، على المحجة من طريق