أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ، ومعظما لحرمته. فخرج عثمان إلى مكة ، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص ، حين دخل مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره ، حتى بلغ رسالة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش ، فبلغهم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ، فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله صلىاللهعليهوسلم. واحتبسته قريش عندها فبلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون أن عثمان ابن عفان قد قتل.
* * *
٨١ ـ بيعة الرضوان
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال ، حين بلغه أن عثمان قد قتل : لا نبرح حتى نناجز القوم. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الناس إلى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الموت. وكان جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يبايعنا على الموت ، ولكن بايعنا على ألا نفر.
فبايع رسول الله صلىاللهعليهوسلم الناس ، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها ، إلا الجد بن قيس ، أخو بنى سلمة ، فكان جابر ابن عبد الله يقول : والله لكأنى أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته ، يستتر بها من الناس.