وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة لست ليال بقين من ذى القعدة.
* * *
وحج الناس تلك السنة ، على ما كانت العرب تحج عليه ، وحج بالمسلمين تلك السنة عتاب بن أسيد ، وهى سنة ثمان.
وأقام أهل الطائف على شركهم وامتناعهم فى طائفهم ، ما بين ذى القعدة ، إذ انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى شهر رمضان من سنة تسع.
* * *
٨٩ ـ غزوة تبوك
ثم أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، وذلك فى زمان من عسرة الناس ، وشدة من الحر ، وجدب من البلاد ، وحين طابت الثمار ، والناس يحبون المقام فى ثمارهم وظلالهم ، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذى هم عليه. وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلما يخرج فى غزوة إلا كنى عنها ، وأخبر أنه يريد غير الوجه الذى يصمد له ، إلا ما كان من غزوة تبوك ، فإنه بينها للناس ، لبعد الشقة ، وشدة الزمان ، وكثرة العدو الذى يصمد له ، ليتأهب الناس لذلك أهبته ، فأمر الناس بالجهاز ، وأخبرهم أنه يريد الروم.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم ، وهو فى جهازه ذلك ، للجدين قيس ، أحد بنى سلمة : يا جد ، هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر؟