فقال : يا رسول الله ، أو تأذن لى ولا تفتنى؟ فو الله لقد عرف قومى أنه ما من رجل بأشد عجبا بالنساء منى ، وأنى أخشى إن رأيت نساء بنى الأصفر ألا أصبر ، فأعرض عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال : قد أذنت لك.
وبلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أن ناسا من المنافقين يجتمعون فى بيت سويلم اليهودى ، يثبطون الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى غزوة تبوك ، فبعث إليهم النبى صلىاللهعليهوسلم طلحة بن عبيد الله فى نفر من أصحابه ، وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم ، ففعل طلحة ، فاقتحم الضحاك بن حليفة من ظهر البيت ، فانكسرت رجله ، واقتحم أصحابه ، فأفلتوا.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جد فى سفره ، وأمر الناس بالجهاز والانكماش ، وحفص أهل الغنى على النفقة والحملان (١) فى سبيل الله ، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا ، وأنفق عثمان بن عفان فى ذلك نفقة عظيمة ، لم ينفق أحد مثلها.
ثم إن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهم البكاءون ، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم ، فاستحملوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانوا أهل حاجة ، فقال : لا أجد ما أحملكم عليه ، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون.
__________________
(١) الحملان : ما يحمل عليه من الدواب.