يبشرنى ، نزعت ثوبى فكسوتهما إياه بشارة ، والله ما أملك يومئذ غيرهما ، واستعرت ثوبين فلبستهما ، ثم انطلقت أتيمم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتلقانى الناس يبشروننى بالتوبة ، حتى دخلت المسجد ورسول الله صلىاللهعليهوسلم جالس حوله الناس.
فقام إلى طلحة بن عبد الله ، فحيانى وهنأنى ، فلما سلمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لى ، ووجهه يبرق من السرور : أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ، قلت : أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال : بل من عند الله.
* * *
٩٠ ـ إسلام ثقيف
وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة من تبوك فى رمضان ، وقدم عليه فى ذلك الشهر وفد ثقيف.
وكان من حديثهم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما انصرف عنهم ، اتبع أثره عروة بن مسعود الثقفى ، حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة ، فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنهم قاتلوك وعرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن فيهم نخوة الامتناع الذى كان منهم ، فقال عروة : يا رسول الله ، أنا أحب إليهم من أبكارهم.
وكان فيهم كذلك محببا مطاعا ، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام ، رجاء ألا يخالفوه ، لمنزلته فيهم ، فلما أشرف لهم على علية له ، وقد دعاهم إلى الإسلام ، وأظهر لهم دينه ، رموه بالنبل من كل وجه ، فأصابه سهم فقتله ، فقيل لعروة :