ثم إن على بن أبى طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هم الذين تولوا غسله. وإن أوس بن خولى ، أحد بنى عوف بن الخزرج ، قال لعلى بن أبى طالب : أنشدك الله يا على ، وحظنا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وكان أوس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأهل بدر ـ ادخل؟ فدخل فجلس ، وحضر غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأسنده على بن أبى طالب إلى صدره ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه ، هما اللذان يصبان الماء عليه ، وعلىّ يغسله ، قد أسنده إلى صدره ، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، لا يفضى بيده إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعلى يقول : بأبى أنت وأمى ، ما أطيبك حيا وميتا! ولم ير من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا مما يرى من الميت.
* * *
ولما أرادوا غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم اختلفوا فيه ، فقالوا : والله ما ندرى أنجرد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ثيابه ، كما نجرد موتانا ، أو نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم ، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه فى صدره ، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت ، لا يدرون من هو : أن اغسلوا النبى وعليه ثيابه. فقاموا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فغسلوه وعليه قميصه ، ويصبون الماء فوق القميص ، ويدلكونه والقميص دون أيديهم.
* * *