وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة ، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التى تدنّس الرجال تنزها وتكرّما ، حتى كان اسمه فى قومه الأمين ، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة.
* * *
فلما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربع عشرة سنة ، هاجت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة ، وبين قيس عيلان ، فشهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعض أيامهم ، أخرجه أعمامه معهم ، فكان ينبل على أعمامه ، أى يرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها.
* * *
١٦ ـ زواجه صلىاللهعليهوسلم من خديجة
ولما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمسا وعشرين سنة ، تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤى بن غالب ، وكان سنها حين ذاك ، أربعين عاما.
وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال فى مالها بشيء تجعله لهم.
فلما بلغها عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بلغها من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج فى مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له : ميسرة.
فقبله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وخرج فى مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.