ثم باع رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلعته التى خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشترى ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ، ومعه ميسرة.
فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف.
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة ، يلتقى نسبها مع نسبه فى جده الأعلى قصى ، كما يلتقى نسبها مع نسب أمه فى كلاب بن مرة مع ما أراد الله بها من كرامته. فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت له : يا بن عم ، إنى قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك فى قومك ، وأمانتك وحسن خلقك ، وصدق حديثك.
ثم عرضت عليه نفسها ، وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا ، وأعظمهن شرفا ، وأكثرهن مالا ، كل قومها كان حريصا على ذلك منها ، لو يقدر عليه.
* * *
١٧ ـ خلاف قريش فى بنيان الكعبة
فلما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمسا وثلاثين سنة ، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة ، وكانوا يهمون بذلك ليقفوها ، ويهابون هدمها. وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت ، فأخذوا خشبها ، فأعدوه لتسقيفها. وكان بمكة رجل قبطى نجار ، فتهيأ لهم فى أنفسهم بعض ما يصلحها.
فلما أجمعوا أمرهم فى هدمها وبنائها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم ، فقال : يا معشر قريش ، لا تدخلوا فى بنائها من كسبكم
(م ٣ ـ الموسوعة القرآنية ـ ج ١)