وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه ـ وكانوا أهل بيت الإسلام ـ إذا حميت الظهيرة ، يعذبونهم برمضاء مكة. فيمر بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فيقول : صبرا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة. فأما أمه فقتلوها ، وهى تأبى إلا الإسلام.
* * *
وكان أبو جهل إذا سمع بالرجل قد أسلم ، له شرف ، أنبّه ، وإن كان تاجرا قال : لتكسدن تجارتك ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به.
* * *
٣٦ ـ الهجرة الاولى إلى الحبشة
فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما يصيب أصحابه من البلاء ، وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء ، قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه.
فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة ، وفرارا إلى الله بدينهم ، فكانت أول هجرة فى الإسلام.
فكان جميع من لحق بأرض الحبشة ، وهاجر إليها من المسلمين ، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم صغارا وولدوا بها ، ثلاثة وثمانين رجلا.
* * *
فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ، وأنهم قد أصابوا بها دارا وقرارا ، ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش إلى النجاشى ، فيردهم عليهم ليفتنوهم فى دينهم ، ويخرجوهم من ديارهم التى اطمأنوا بها وآمنوا فيها.