فأخذ عمر سيفه فتوشحه ، ثم عمد إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، فضرب عليهم الباب. فلما سمعوا صوته ، قام رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنظر من خلال الباب فرآه متوشحا السيف. فرجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو فزع ، فقال : يا رسول الله ، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف.
فقال حمزة بن عبد المطلب : فأذن له ، فإن كان يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان يريد شرّا قتلناه بسيفه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ائذن له. فأذن له الرجل. ونهض رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى لقيه فى الحجرة ، فأخذ بمجمع ردائه ثم جذبه جذبة شديدة ، وقال : ما جاء بك يا بن الخطاب؟ فو الله ما أرى أن تنتهى حتى ينزل الله بك قارعة.
فقال عمر : يا رسول الله ، جئتك لأؤمن بالله ورسوله ، وبما جاء من عند الله.
فكبّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن عمر قد أسلم.
فتفرق أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكانهم ، وقد عزوا فى أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة ، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وينتصفون بهما من عدوهم.
وكان عمر يقول : لما أسلمت تلك الليلة تذكرت أى أهل مكة أشد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عداوة حتى آتيه فأخبره أنى قد أسلمت؟ قلت : أبو جهل ، فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه ، فخرج إلىّ
(م ٥ ـ الموسوعة القرآنية ـ ج ١)