عليه وسلم ، وقال شعرا يحرضه على نصرته ونصرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *
٤٣ ـ أبو بكر ورده لجوار بن الدغنة
وقد كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، حين ضاقت عليه مكة وأصابه فيها الأذى ، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ما رأى ، استأذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الهجرة فأذن له ، فخرج أبو بكر مهاجرا ، حتى إذا سار من مكة يوما أو يومين ، لقيه ابن الدغنة أخو بنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، وهو يومئذ سيد الأحابيش ، فقال ابن الدغنة : أين يا أبا بكر؟ قال : أخرجنى قومى وآذونى وضيقوا علىّ. قال : ولم؟ فو الله إنك لتزين العشيرة ، وتعين على النوائب ، وتفعل المعروف ، وتكسب المعدوم ، ارجع فأنت فى جوارى. فرجع معه ، حتى إذا دخل مكة قام ابن الدغنة فقال : يا معشر قريش ، إنى قد أجرت ابن أبى قحافة ، فلا يعرضن له أحد إلا بخير. فكفوا عنه.
وكان لأبى بكر مسجد عند باب داره فى بنى جمح ، فكان يصلى فيه ، وكان رجلا رقيقا ، إذا قرأ القرآن استبكى ، فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء يعجبون لما يرون من هيئته. فمشى رجال من قريش إلى ابن الدغنة ، فقالوا له : يا ابن الدغنة ، إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا ، إنه رجل إذا صلى ، وقرأ ما جاء به محمد يرق ويبكى ، فنحن نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم ، فانهه ومره أن يدخل بيته فليصنع فيه ما شاء ،