امرؤ مطاع فى قومى ، وأنا راجع إليهم ، وداعيهم إلى الإسلام. ولقد أسلم بإسلام الطفيل أبوه وزوجته ونفر من قومه.
* * *
٤٦ ـ الإسراء والمعراج
ثم أسرى برسول الله صلىاللهعليهوسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهو بيت المقدس من إيلياء ، وقد فشا الإسلام بمكة فى قريش ، وفى القبائل كلها.
وأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالبراق ـ وهى الدابة التى كانت تحمل عليها الأنبياء قبله ـ فحمل عليها ، ثم خرج به صاحبه ، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى فى نفر من الأنبياء قد جمعوا له ، فصلى معهم ، ثم أتى بثلاثة آنية : إناء فيه لبن ، وإناء فيه خمر ، وإناء فيه ماء. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فسمعت قائلا يقول حين عرضت على : إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته ، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته ، وإن أخذ اللبن هدى وهديت أمته قال : فأخذت إناء اللبن ، فشربت منه ، قال لى جبريل عليهالسلام : هديت وهديت أمتك يا محمد.
* * *
ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مكة ، فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر ، فقال أكثر الناس هذا والله الأمر (١) البين! والله إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة ، وشهرا مقبلة ، أفيذهب ذلك محمد فى ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟ فارتد كثير ممن كان أسلم ، وذهب
__________________
(١) الأمر : العجب.