بما يكون فى ذلك الموسم ، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان فى موسمهم ، فقالوا : جاءنا فتى من قريش ، ثم أحد بنى عبد المطلب ، يزعم أنه نبى ، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلى بلادنا : فقال : فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال : يا بنى عامر ، هل لهما من تلاف؟ والذى نفس فلان بيده ، ما تقوّلها إسماعيلى (١) قط ، وإنها لحق ، فأين رأيكم كان عنكم؟
* * *
فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ذلك من أمره ، كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام ، ويعرض عليهم نفسه ، وما جاء به من الله من الهدى والرحمة ، وهو لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب ، له اسم وشرف إلا تصدى له ، فدعاه إلى الله ، وعرض عليه ما عنده.
* * *
٤٩ ـ إسلام الانصار
وقدم أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بنى عبد الأشهل ، فيهم إياس بن معاذ ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج. فسمع بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم : هل لكم فى خير مما جئتم له؟ فقالوا له : وما ذاك؟ قال : أنا رسول الله بعثنى إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ، وأنزل على الكتاب ، ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن. فقال إياس بن معاذ ، وكان غلاما حدثا : أى قوم ، هذا والله خير مما جئتم له. فأخذ أنس بن رافع حفنة
__________________
(١) إسماعيل : أى ما ادعى النبوة كاذبا أحد من بنى إسماعيل.