لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) (١) فقال الله لهما : (قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) ، (٢) قال : أي يوم القيامة.
قوله : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) (٣) قال : فهبط آدم على الصفا ، وإنّما سمّيت الصفا لأنّ صفيّ (٤) الله انزل (٥) عليها ، ونزلت حوّاء على المروة ، وإنّما سمّيت المروة لأنّ المرأة انزلت عليها.
فبقي آدم أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنّة ، فنزل عليه جبرئيل فقال : أليس خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته؟ قال : بلى ؛ وأمرك أن لا تأكل من الشجرة فعصيته ، قال آدم ـ عليهالسلام ـ : إنّ إبليس حلف لي بالله (٦) كاذبا». (٧)
أقول : وفي كون جنّة آدم من جنان الدنيا روايات أخر ، وإن اتّحد بعضها مع هذه الرواية في إبراهيم بن هاشم.
والمراد من كونها من جنان الدنيا : كونها برزخيّة في مقابل جنان الخلد ، كما يشير إليه بعض فقرات الرواية ، كقوله فيها : «إنّ نبيّ الله انزل على الصفا وإنّ حوّاء انزلت على المروة» ، (٨) وكقوله : «إنّ المراد بحين يوم القيامة» ، فيكون
__________________
(١). الأعراف (٧) : ٢٣.
(٢). الأعراف (٧) : ٢٤.
(٣). البقرة (٢) : ٣٦.
(٤). في بعض النسخ : «نبي» [منه ـ رحمهالله ـ].
(٥). في المصدر : «نزل»
(٦). في المصدر : + «إنه لي ناصح وما ظننت أن يخلقه الله أن يحلف بالله»
(٧). تفسير القمّي ١ : ٤٣ ـ ٤٤.
(٨). راجع : تفسير العياشي ١ : ٣٥ ، الحديث : ٢١ ؛ ١ : ٣٩ ، الحديث : ٢٢ ؛ الكافي ٤ : ١٨٦ ، ـ