فوجد عليه مكتوبا : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
فقال آدم : يا ربّ من هؤلاء؟
فقال ـ عزوجل ـ : يا آدم هؤلاء (١) ذرّيّتك ، وهم خير منك ومن جميع خلقي. ولو لا هم ما خلقتك ولا (٢) الجنّة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، فإيّاك أن تنظر إليهم بعين الحسد ، فأخرجك عن جواري ، فنظر إليهم بعين الحسد وتمنّى منزلتهم ، فتسلّط عليه الشيطان حتّى أكل من الشجرة التي نهي عنها ، وتسلّط على حوّاء فنظرت إلى فاطمة بعين الحسد حتّى أكلت من الشجرة كما أكل آدم ، فأخرجهما الله تعالى من جنّته وأهبطهما من جواره إلى الأرض». (٣)
أقول : وقد ورد في هذا المعنى عدّة روايات اخر ، بعضها أبسط منها وأطنب ، وبعضها أوجز وأخصر.
وهذه الرواية ـ كما ترى ـ سلّم عليهالسلام فيها أنّ الشجرة كانت شجرة حنطة وشجرة حسد ، وأنهما أكلا من شجرة الحنطة ثمرها ، وحسدا وتمنّيا منزلة محمّد وآله ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ ومقتضى المعنى الأوّل : أنّ الشجرة كانت أخفض شأنا من أن يميل إليها أهل الجنّة ، ومقتضى الثاني : أنّها كانت أرفع شأنا من أن ينالها آدم وزوجته ، كما في رواية أخرى : أنّها كانت شجرة علم محمّد وآله.
__________________
(١). في المصدر : + «من»
(٢). في المصدر : + «خلقت»
(٣). عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ١ : ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ، الحديث : ٣٧.