[إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦)]
قوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا ...)
تكرار الإيمان ثانيا ـ وهو الاتّصاف بحقيقته كما يفيده السياق ـ يعطي أنّ المراد بالذين آمنوا في صدر الآية ، المتّصفون به ظاهرا المعدودون من المؤمنين وفي زمرتهم ، فيكون محصّل المعنى : أنّ الأسماء والتسمية بها ـ مثل المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين ـ لا يوجبان عند الله سبحانه كرامة ولا أجرا ولا أمنا ، وإنّما ملاك الأمر حقيقة الإيمان ، ولذلك لم يقل : «من آمن منهم» بإرجاع الضمير