[وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤)]
قوله سبحانه : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ...)
الابتلاء والبلاء بمعنى واحد ؛ وهو الاختبار والامتحان ، تقول : ابتليته وبلوته بكذا : إذا قدّمت إليه أمرا أو أوقعته في حدث فأختبرته ، ولا يكون الاختبار إلّا لوصف ، كما سيجيء بيانه.
ولا يكون الابتلاء ـ مع ذلك ـ إلّا في العمل دون القول فقط ، بخلاف الاختبار ، قال سبحانه : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) (١) وقال : (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ) (٢) فتعلّق الابتلاء هاهنا بالكلمات ـ لو كان المراد بها الكلمات المؤلّفة من الأصوات ـ لعلّه بملاحظة كونها حاكية عن المعنى والعمل كقوله سبحانه : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (٣) أي عاملوهم معاملة حسنة.
__________________
(١). الصافّات (٣٧) : ١٠٦.
(٢). القلم (٦٨) : ١٧.
(٣). البقرة (٢) : ٨٣.