ينسب إلى جناب العزّة وعتبة القدس ، كما نسب الحسنات إلى نفسه والسيّئات إلى غيره ، فقال تعالى : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ، (١) وقال : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) ، (٢) وقال : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (٣) وقد أفاد بهذه الآيات الثلاث أنّ السيّئات امور عدميّة ونسب إضافات ، كما سنوضّحها في محلّها إن شاء الله تعالى.
وبالجملة : لا ينسب إليه شيء ممّا يشتمل على منقصة وشين ، سبحانه عن ذلك ؛ فلذلك لم يطلق لفظ الكلمة على شيء من ذلك ، على أنّه نصّ سبحانه على أنّ كلمته حقّ وصدق وعدل ، فلا يشوبه باطل وكذب وظلم ، فلا يكون إلّا وجودا طاهرّا مطهّرا.
وقال أيضا : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا) ، (٤) فعدّ «إيراثهم الأرض» كلمته الحسنى عليهم.
ويستفاد منها : أنّ تمام تلك الكلمة وقوعها بعد قضائها ، وإنّما الفرق بين الكلمة وتمامها بالاعتبار واختلاف النسبة ، حيث تنسب الكلمة إليه سبحانه ، والتمام إلى الكلمة ، فهما الإيجاد والوجود ، ومرتبتا «كن ويكون» في قوله : (أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). (٥)
__________________
(١). النساء (٤) : ٧٩.
(٢). السجدة (٣٢) : ٧.
(٣). الزمر (٣٩) : ٦٢.
(٤). الأعراف (٧) : ١٣٧.
(٥). يس (٣٦) : ٨٢.