لم يكن يقتضي ذلك.
كما أنّه لم يستغرق ـ وللسبب الذي أشرنا إليه نفسه ـ في الأبحاث الفلسفيّة والتأريخيّة والأخلاقيّة ، أو حتّى في بيان معنى كلّ آية آية ، وبهذا اختلف منهجه هنا عمّا نهجه هو بنفسه في الميزان في تفسير القرآن.
إلّا أنّه ـ وللأسف الشديد ـ لم تشأ الظروف والمقادير أن يكمل المؤلّف هذا السّفر القيّم إلى آخره ، فتوقّف فيه عند أواسط سورة يوسف ، ولعلّ السبب في ذلك يعود ـ على ما ذكره بعض القريبين منه ـ إلى الاضطراب الذي حصل أثر هجوم الرّوس على مدينة تبريز.
تأريخ تأليف الكتاب :
وقد كان شروع المؤلّف في تأليف هذا الكتاب عند عودته من النجف الأشرف إلى موطنه تبريز ، وكان ذلك قبل شروعه في تأليف سفره القيّم الآخر «الميزان في تفسير القرآن».
وقد كتبه في ثلاثة أجزاء : يحتوي الجزء الأوّل منه على (٣٧٣) صفحة ، والثاني على (٣٦٥) صفحة ، والثالث على (١٢٩) صفحة ، وكلّ صفحة تشتمل على (٢٢) سطرا ، والجزء الأوّل منها يشتمل على نسختين مبيضة ومسودة.
وقد أنهى تفسيره لسورة البقرة ـ كما ذكر ذلك هو في آخرها ـ ليلة الأضحى من سنة ١٣٦٤ ه. ق.
كما أنهى تفسير سورة آل عمران ـ وبها يتمّ الجزء الأوّل من الأجزاء الثلاثة للمخطوطة ـ في الثاني عشر من شهر ربيع الثاني لسنة ١٣٦٥ ه. ق.
كما أنّه في آخر سورة المائدة يقول :