[إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (١٦٢)]
قوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ) ـ إلى قوله ـ : (اللَّاعِنُونَ)
إطلاق القول في اللعن واللاعنين يفيد : أنّ لهم سهما من كلّ لعن من كلّ لاعن ، ويشهد به : الاستثناء في الآية التالية ، ثمّ الآية الثالثة وتصديرها ب (إِنَ) وقوله : (وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) حيث يشعر بعدم التوبة والإصرار على الذنب والعناد ، فيكون علّة متمّمة للسابقتين.
وحينئذ يكون المراد بالكافرين في الآية الثالثة هم الذين يكتمون في الآية الاولى ، بالإشعار بأنّ الكتمان كفر ، ويكون المراد باللاعنين هم الملائكة والناس أجمعون.
ويؤيّد ما ذكر : الآية الرابعة أيضا ؛ حيث إنّ ظاهر السياق أنّ الضمير في قوله :