[إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٧٤) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (١٧٥) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (١٧٦)]
قوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ...)
فيه من الدلالة على تجسّم الأعمال ـ وأنّ باطن هذه الأعمال هو العذاب أو المغفرة ـ ما لا يخفى ، وقد أوضحه في الآية التالية بتبديل اشتراء الثمن القليل بالآيات باشتراء الضلالة بالهدى ، بل العذاب بالمغفرة ، فثباتهم على فعلهم صبر منهم على النار ، فما أصبرهم على النار! فالآيتان بتمامهما جامعتان لمسلكي المجازاة ونتائج الأعمال ؛ أعني الظاهر والباطن.
وقد ورد تفسير قوله : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) على كلا المسلكين :
ففي الكافي وتفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : «ما أصبرهم