المعذورين ، وقوله : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) تعليل لقضاء المعذورين في عدّة من أيّام اخر ، وأنّ قوله : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) تعظيم جميع الصائمين لله تعالى من معذور يقضي في غير شهر رمضان ، وغير معذور يصوم فيه.
وتكبيرهم له تعالى : بصومهم على ما هداهم في هذا الشهر بإنزال القرآن الذي هو هدى للناس ، فسياق التوصيف في قوله : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ...) يعطي أنّ ل «نزول القرآن هدى للناس» دخلا في فرض الصوم.
فالصوم ـ وهو التنزّه عن ألواث الطبيعة ، والاستعلاء عن دناءة الإخلاد إلى الأرض بمشتهياتها ؛ واتّقاء منها ـ هو بصورته تكبير لله ، وبمعناه ـ لو كان ـ شكر له تعالى ؛ ولذلك خصّ الشكر بكلمة الترجّي الذي يتضمّنه المقام لا نفس المتكلم ، كما أنّه بنتيجته تقوى لله لو ترتّبت النتيجة ، كما ذكره أوّلا وخصّه ـ مثل الشكر ـ بكلمة الترجّي ، فقال : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) هذا.
وفي تفسير العيّاشي عن سعيد عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : «إنّ في الفطر تكبيرا ، قال : قلت : ما التكبير إلّا في يوم النحر! قال : فيه تكبير ولكنّه مسنون : في المغرب والعشاء والفجر والظهر والعصر وركعتي العيد». (١)
وفي الكافي عن سعيد النقّاش قال : «قال أبو عبد الله ـ عليهالسلام ـ : لي : في ليلة الفطر تكبيرة ، (٢) ولكنّه مسنون ، (٣) قال : قلت : وأين هو؟ قال : في ليلة الفطر في المغرب والعشاء الآخرة ، وفي صلاة الفجر ، وفي صلاة العيد ، ثمّ يقطع ، قال : قلت : كيف أقول؟ قال : تقول : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله والله أكبر ، الله أكبر
__________________
(١). تفسير العياشي ١ : ٨٢ ، الحديث : ١٩٥.
(٢). في المصدر : «أما أنّ في الفطر تكبيرا»
(٣). في المصدر : «مستور»